مساحات

على تلك الناصية الحزينة ... أطلّت من  نافذة لم يبق منها إلا بقاياها .. ثمة مساحات من الفراغ .. لم تجد حيث  الناصية من الأحبة  إلا أطلال  من راحوا وتركوها ... تنحدر دمعاتها بأسى وصمت تسدل ستارة نافذتها التي أبت أن تُغلق وتعاود الجلوس في ذات الزاوية حيث لا شيء إلا مزيد من الذكريات ككومة قش .. تنتظر شعلة لتحترق وتحرق قلبها المفعم بالحزن 
والحياة دوماً ...

هي فرصة واحدة للحياة ليس إلا .. أن تغدو تلك الأطلال إنساناً واحداً ,,, ليس يملك إلا  تلك الروح التي تسبح مع روحها عبر فضاءات النقاء بعيداً عن دنيا الزيف ويسمع أنينها إلى ما لا نهاية ,, يحلّق بها عالياً وعالياً جداً ليغدو الأنين تغريداً يملأ الآفاق حسنه ..

وحيدة عبر المدى .. تردد كلمات تعيش معها دوماً ...

"أيها الماضي ! لا تغيِّرنا... كلما ابتعدنا عنك!
أَيها الحاضر! تحمَّلنا قليلاً، فلسنا سوى عابري سبيلٍ ثقلاءِ الظل "**

لا تُغيّرنا ... نحاول أن نبقى على ذات البراءة التي عاهدنا أنفسنا عليها

تحت ظل تلك الياسمينة عندما غادَرنا زهر الياسمين قبل أن تلتقطه النسمات بعيداً وتسلب معه فرحنا الصبياني

أتتذكر ؟!

يوم حلمنا معاً وغادرتنا أحلامنا في ليلة ناعسة ,, نوارس كُتب عليها فراقٌ إلى غير عودة وكان الفراق وكان انتظار ما هو ليس آت  ..

انتظار من لم يبقَ منه إلا خيالات وذكريات تسكن الروح والوجدان ...

تمر السنين ما نسيت العهد وما أظن سأنساه !!!

حنظلة                                    

أتراك تذكرني عبر دروب الزمان

صغيرة عبر أزقة العمر ضاع بها زورق وأضاعت بوصلة العودة عنوة ... 

ولا زالت تردد :

" أيها الماضي ! لا تغيِّرنا... كلما ابتعدنا عنك!
أَيها الحاضر! تحمَّلنا قليلاً، فلسنا سوى عابري سبيلٍ ثقلاءِ الظل " **

..............................................

** الشاعر محمود درويش بتصرّف