يكفي أن تكون " إنسان"

 يكفي أن تكون  " إنسان " لتكون جديراً بالاحترام والتقدير على إنسانيتك التي نجتمع معاً تحت لوائها وتُشكّل مظلةً واسعة عريضة نتفيّء ظلالها بتكريمٍ ربانيٍ خصّنا الله تعالى به دون سائر المخلوقات .

 نعم , يكفي أن تكون "إنسان " لتنال الاحترام والمحبة , وتحصل على قدرك من الإجلال فالروح  أسمى من أن يُنظَر إلى أي نعرةٍ ضيقة أو إلى تغليب سطوة الجسد أو الانصراف إلى ماديات الأمور وشكلياتها ..

ربما جلّ  ما قد يفرقنا دينٌ أو إقليمٌ  أو لونٌ أو مستوى مادي أو مستوى شهادة أو مسمى وظيفة أو ربما ما تنتظم به أدمغتنا من أفكار وتتواتر عليها قواعد عقولنا من معارف زجّوا بها حشواً ربما ذَوينا أو مدارسنا وجامعاتنا , لكن .. أولاً وبدءاً نحن مِن ذات الطين ... يجمعنا أننا " إنسان "  حسبنا إنسانيتنا وسام شرفٍ يستحق حاملوه أن ينالوا الاحترام كلّ الاحترام وأن  يتذوقوا المحبة كل المحبة وأن يسعوا جاهدين وبوعي إلى تضيق الفجوة واحتواء الاختلافات -  وليكن تعبيرنا عنها بصورة إنسانية ولا تخرج عن الإطار الإنسانيّ  فنحن نهايةً ومهما فرّقتنا السبل وافترقت بنا الدروب وباعدت بيننا المسافات وتعمقت بيننا الاختلافات نملك ذات الحسّ وذات الروح التي مآلها بيد خالقها وتنتظر أن تحين ساعة اللقاء ويكون ملاذها باطن الأرض وربما يكون أرحم لها من  سطحها ونقف لا نملك عندها إلا الصمت والحزن إجلالاً لساعة الوداع مُدركين أن كلّ ما على الأرض لا يساوي شيئاً وأن كلّ القشور تتفانى  وتبرح قيمتها إذا ما صعدت الروح إلى بارئها  وغادرت
" إنسان  " ...