18‏/07‏/2011

المؤسسة ... بين النجاح والفشل

        ......     بعضٌ من كلّ   ......

الشمولية والتفاصيل 
في غمرة اندماجنا في  العمل وتنفيذ خططنا المكتوب  منها أو الذهني ،   أحياناً كثيرة تضيع الخطط  والخطى  ونفقد حالة التوازن عندما تدبّ فوضى الذات بين الشمولية والتفاصيل . فتجدنا قد اختصرنا الكثير بإلقاء نظرة شمولية واكتفينا ،،،  ونكون بذلك  قزّمنا الكثيــــــــــر فضاعت كثير من  التفاصيل المهمة التي كان وجودها يلزم بل وينقذ كثيراً من المواقف بل هو روحٌ لكثير من المواقف .
وفي أحيان أخرى  تجدنا نُغرق في التفاصيل الدقيقة التي تنسينا سمو الهدف وروح الخطة والخطى والخطوة التي لها نسعى ولأجلها نمضي فتتشوه الحقائق دون أن نشعر وننحرف عن الخطة والأهداف الموضوعة .


مشاريع التطوير والتغيير
كم يسهل علينا استيراد مشاريع للتطوير والتغيير ،،،  والمباشرة في التنفيذ آملين أن نحصد نتائج تفوق الخيال مماثلةً للدعم المُقدّم مع المشروع أو على الأقل مكافئة للجهود المبذولة من قِبل الخبراء والمؤسسات المساندة ،،، ناسين أو متناسين أن مشاريع التغيير والتطوير هذه صُمّمت لبيئةٍ  غير بيئتنا ولفئة مستهدفة غير الفئة التي بين أيدينا إضافة إلى أن أيّ من مشاريع التغيير يجب أن يُسبق بتهيئة بنية تحتية تتقبّل التغيير وتُهَيء له وإلا فإن كل ما سُينفَق سيذهب هدراً ... وكل الجهود المبذولة ستضيع سدى إن لم تكن النتائج على المدى البعيد سلبية .


القائد القدوة 
كما حياتنا اليومية ، كذلك حياتنا المهنية نحتاج القائد الملهم الذي يكون لنا القدوة ، سلوكاً ونهجاً ومِهَنيةً .. ذاك الذي يبعث فينا الرغبة الحقيقية في المضيّ ويقودنا نحو النجاح والإنجاز والإنتاج ويكون لنا الملجأ وفي نظرنا الأعلى ،،،
ومما قد يدبّ الضياع والتمزّق في جسم  المؤسسة أن يكون المسؤول نموذجاً للفساد أو يشكّل نماذج وصور مختلفة ومتخلفة للفساد وأن يكون المرؤوس أكثر علماً وإدارةً وإنجازاً  من الرئيس / المدير .

حرفية القوانين 
الحرية تولّد الإبداع ، وربما كثير من الخطى نحو النجاح والإنجاز تموت وليدة في مهدها ضحية حرفية القوانين والإجراءات المعقدة الطويلة التي تستنزف الوقت والجهد الحقيقي الذي كان أولى أن يُستنزف للإنجاز والإنتاج ..
كم جميل أن تُقابل الأفكار الخلّاقة بالتشجيع وسرعة التنفيذ بعد دراستها وإقرارها ،،، لا أن يستهلك وقت إقرارها نفاذ وقت صلاحية الفكرة واستنزاف طاقة وحماس صاحبها ...
ما دمنا عبيد للقوانين والتعليمات لن نتحرر من قيد التقليد وسنبقى أسرى لكل تلك الأوراق المهترئة.

هناك 26 تعليقًا:

  1. اتفق معك هنا..
    فكلما زادت الحرية مع بعض القوانين (المعتدلة) كلما زادت الإنتاجية وزاد الإبداع
    وكلما زادت عبودية القوانين كلما خنق الإبداع فتنتهي إما بموته أو ولادته مشوهاَ ...
    طرح مُوفق (:

    ردحذف
  2. ان افتقدنا القائد فاننا نفتقد القدوه فان القائد والقدوه وجهان لعمله واحده فان وجدناهم فنحن سنكون احسن الناس
    دمتى بخير وسعاده تحياتى الاحــــــــــــــلام

    ردحذف
  3. العزيزة نور

    أسعد الله صباحك

    لقد وضعت يدك على الداء وشخصت بعضا من أسباب التخبط في ادارة المؤسسات في الوطن العربي .

    فمن خبرتي المتواضعة في العمل في مؤسسات محلية واقليمية عربية وجدت أن السبب هو انعدام العمل المؤسساتي تقريبا والمركزية المطلقة لدينا ...فقائد المؤسسة هو العمل والعمل هو قائد المؤسسة ...وفي أحسن الحالات ان كان قائدا قدوة كما نطمح أن يكون بمجرد انتهاء مهمته في ادارة المؤسسة ينتهي كل شيء وتعود المؤسسة الى التخبط من جديد وكأن شيئا لم يكن.

    وبالتالي فالشمولية والتفاصيل والتمسك بحرفية القوانين أوالتحايل عليها - ولكن للأسف في كثير من الأحيان ليس لصالح العمل وانما لمصالح خاصة - تعتمد على طريقة عمل رئيس المؤسسة ومزاجيته ان كان مهتما بالتفاصيل أو العكس أو متمسكا بحرفية القوانين أو لا ..
    وقد عملت مع النموذجين .. وكلاهما كارثة.
    فالنموذج الأول الذي يبحث عن التفاصيل هو معيق للعمل بصورة كبيرة وبالتالي تكون درجة الانجاز ضئيلة جدا -ان لم تكن معدومة - بالمقارنة مع الخطط الموضوعة, أما النموذج الثاني فهناك امكانية واحدة لنجاحه في حالة واحدة فقط وهي أن يكون المروؤسين يملكون خبرات مناسبة لوظائفهم ويتمتعون بقدر كبير من المسؤولية تجاه عملهم والبيئة والموارد المتاحة تتلائم مع الخطط الموضوعة..والا فالنتيجة طموحات كبيرة للتطوير والتغيير والمخرجات لا تطوير ولا تغيير وهدر للموارد ... وبالطبع نتائج سلبية على المدى البعيد في كلتا الحالتين .



    راية

    ردحذف
  4. أسعد الله أوقاتك أختي نور.

    -الشمولية والتفاصيل: معادلة يجب موازنتها.
    -مشاريع التطوير والتغيير: ليست على مقاسنا وحتى ---استيراد قالب جاهز ووضعه كما هو لن يفي بالغرض..
    -القائد القدوة: إذا وكل الأمر لغير أهله..
    -حرفية القوانين: سبب فرار كثير من الأفكار إلى الدول الأجنبية هو هذه النقطة..

    تحيتي أختي

    ردحذف
  5. Bullet
    كم تسعدني بصمتك الجميلة ..
    راق لي كثيرا يا غالية رؤيتك للإبداع الذي يُطوّع للقوانين حدّ العبودية أنه سيموت أو ( يولد مشوّهاً ) .. وربما هنا تولد حالات إحباط أنّى لها أن تنتهي ...

    كل الشكر والمحبة

    ردحذف
  6. الأحلام
    أهلاً بك ومرحباً
    دوماً نحن أخي الكريم نتوق أن يكون " مدير العمل أو رئيسه ، قائداً ( بكل ما تحمل كلمة قائد من سمات ونطمح ان يكون لنا قدوة ، فهما كما تفضلت وجهان لعملة واحدة ..

    كل الشكر والتقدير

    ردحذف
  7. راية

    صباحك خير وبركة
    تشرفينني دوماً وأسعد بوجودك ...

    جميل جداً أن أضفتِ إلى ما ذكرتُ من نقاط .. " نعدام العمل المؤسسي ...

    فكما تفضلتِ .. " العمل يعني المدير والمدير يعني العمل " بكل ما ينبني على هذه المعادلة السقيمة من تخبطات تعيق المصلحة العامة وتنحدر بمستوى الإنجاز وتمزّق بنية المؤسسة الإنسانية وتنحدر بأخلاقيات المهنة ..

    أشكرك راية على النقطة المضيئة المتعلق بإمكانية استيعاب موضوع " حرفية القوانين " و " الشمولية والتفاصيل " عبر العمل المؤسسي .. بقولك : " إمكانية واحدة للنجاح في حالة واحدة فقط وهي أن يكون المروؤسين يملكون خبرات مناسبة لوظائفهم ويتمتعون بقدر كبير من المسؤولية تجاه عملهم والبيئة والموارد المتاحة تتلائم مع الخطط الموضوعة .."
    هنا اتفق معك تماماً لكن علينا أن لا ننسى ما ستحياه هذه الفئة من إحباطات وضغوطات عمل وربما وأد للإبداع على المدى البعيد ...

    أسعدني إثراؤك كثيـــراً
    كل الشكر والمحبة

    ردحذف
  8. أبو حسام الدين
    أسعد الله أوقاتك بكل خير أخي الكريم
    ولكم أذهلني هذا التكثيف الرائع

    كل الشكر على النقطة المضيئة " حرفية القوانين: سبب فرار كثير من الأفكار إلى الدول الأجنبية هو هذه النقطة..

    أوافقك القول تماماً .. فمَن سنحت له الفرصة يفرّ ومن لم تفتح الغربة آفاقها لهجرة عقله يُبقي أفكاره دفينةً ويموت بغيظه ...

    كل الشكر والاحترام

    ردحذف
  9. صح الكلام عبيد للقوانين والروتين القاتل الله يخرب بيتة

    تسلم ايدك

    مع خالص تحياتى

    ردحذف
  10. Tamer Nabil Moussa


    اهلاً بك أخي تامر
    جميعنا لا شك نمتعض من ذكر حرفية القوانين وما تولده من روتين قاتل ..

    أصلح الله الحال ..

    كل الشكر والتقدير

    ردحذف
  11. مساك الله بالخير والسرور

    ما تبادر الى ذهني :
    في الأولى : بوصلة وميزان
    والثانية : أرضية خصبة ممهدة
    أما الثالثة : محرك منظم
    وفي الرابعة : صورة وإطار

    تدوينة هادفة ذكرتني بأيام الدراسة

    لم لا تترك الطاقة المتاحة
    لتتطور بحسب التدرج الطبيعي
    دائماً نريد أن نسبق القطار رغم أننا لا نملك سكة حديدية و لادرب ممهد فتسقط بنا عجلتنا في وحل التراجع
    فلا نحن سبقنا ولا نحن وصلنا

    تدوينة جميلة جداً

    لدينا من الخير الكثير في هذه الأمة
    ولكن.......
    للأسف الشديد لا يؤخذ به

    لست أدري أهو عيب فينا كـ(عقد النقص)


    لك مني باقة عبيرها التقدير

    ردحذف
  12. نور

    مساء الخير

    امتدادا للانظمة الدكتاتورية ...اصبحنا نعيش في عالم متكامل من الديكتاتورية

    البيت....المدرسة...الجامعة....العمل...الدولة

    وارتبط النجاح والفشل بنوعية ومستوى الديكتاتور في كل مناحي حياتنا

    ومع كل نجاح يزداد الديكتاتور ...ديكتاتورية وغرورا ومباهاة بنجاحاته دون الالتفات لمن ساعده في ذلك ...هذا ان لم يتخلص من مساعديه حتى لا ينسب النجاح الا له وحده من دون البشر
    ومع كل فشل يزداد الديكتاتور قمعا وبطشا محملا الفشل لمساعديه ورعيّته اللذين لم يستوعبوا عقلية وقدرات الديكتاتور

    لا بد من القضاء على العهد الديكتاتوري وعلى كل الاصعدة حتى يصبح عندنا عهد المؤسسات وعلى كل الاصعدة

    البيت...المدرسة...الجامعة...العمل...الدولة ومؤسساتها

    دمتِ بخير

    ردحذف
  13. غريب

    مساؤك خير وبركة
    ما تبادر إلى ذهنك استوقفني كثيــــراً
    تكثيفٌ أكثر من رائع

    :

    ربما لم أعي مقصودك بالرابعة : إطار وصورة .. لكنني أثق أن الإطار يجب أن يُكسب الصورة تحديداً وأبعاداً جميــلة لا أن يبتلع الصورة ..

    لك مني كل التقدير والاحترام

    ردحذف
  14. yosef

    مساء الخيـــر
    جميـــل ان نَعْزو سبب فشلنا المؤسسي إلى الدكتاتورية ...

    لكن السؤال الذي يطرح نفسه : إذا انقضى عهد الدكتاتورية هل ستكون هنا انطلاقة عهد المؤوسسات ؟؟ هل سيكون هذا كافياً لقيام هذا العهد وكما هو حجم التوقعات ؟؟

    كل الاحترام والتقدير

    ردحذف
  15. سبحان الله يا أختي ،لم يكن الإبداع والنجاح بل والكرامة إلا وليدة الحرية . سلم اليراع والفكر .

    ردحذف
  16. أبدعتي بتحليلك
    جد أشكرك

    ردحذف
  17. شخص

    لا أملك إلا أن أؤكد بل وأشيد بما " عطفت " أخي الكريم
    الإبداع والنجاح والكرامة ،،، ثلاثتهم وليدي الحرية ..

    تشرفت بحضورك
    كل الاحترام والتقدير

    ردحذف
  18. نورنياتي

    صدقيني يا نورنياتي : هذا التحليل خلاصة تجارب حيّة أعيشها كلّ يوم ... وعلى ثقة تامة أن كثيرين يعيشونها بصمت وقهر ...

    كل الشكر لحضورك الطيب
    محبتي

    ردحذف
  19. موضوع شيق الطرح والفائدة سعدت واستفدت بقرائته تحياتي المستعطرة

    ردحذف
  20. مقال رائع بكل ما تحمل حروف الكلمة من معني للروعة

    مقتنعة جدا بأفكارك الصائبة

    انا اعمل على اعداد مقال هام جدا

    سأنشره قريبا ربما اليوم او في الغد

    بعض نقاطك تشرح أفكاره

    مشاريع التطوير والتغير التي نقتبسها من المجتمعات الأخرىولا نقوم ببلورتها لتناسب واقعنا العربي والاسلامي مما يعطينا شكلا غير لائق وانتاج مشوه..
    هذه الفكرة أحاول بثها دوما في كل كلامي لكن هل
    من مستجيب..
    مقال منظم وأفكاره متسلسلة باندماج شديد

    أحييك على هذه القدرة في بلورة الأفكار وتنظيمها وطرحها بشكل سلس وسهل على القاريء

    ردحذف
  21. صباح الورد نور

    أطلعت جهاد وبتول على مدونتك الآن وهم والبنات بجانبي وبيسلموا عليك كتير .. وبتقولك بتول عفاك اكتبي شي حاجة عني وانشيرها على النت عشان أصير مشهورة هههههههه

    فاطمة بتقولك خالتو اشتقنالك كتير ليش ما اجيتي ؟
    وتعالي تشوفي البيبي كبرت .

    عيوش بتقولك اشتقتلك تعالي عنا عشان تروحي معنا للغابة والفروسية ونمشي قدام البحر .

    مريومة بتقولك اتوحشناكي بالزاف آجي تشوفي الحوايج
    اللي شرينا وعفاكي عفاكي آجي عندنا.

    وجواهر بنقولك يا ريتك كنتي معنا امبارح لأنه فعلا راحت عليكي :)
    وأنا بقولك بس افضى بعلق على موضوع الاحباط فهو موضوع ذو شجون .

    عفاك : please
    اتوحشناكي بالزاف : اشتقنالك كتييير

    راية

    ردحذف
  22. كريمة سندي

    أهلاً وسهلاً بكِ في زيارتك الأولى
    تشرفت بحضورك الطيب

    كل المحبة

    ردحذف
  23. زينة زيدان

    كم أسعد بوجودكِ الطيب
    كما تفضلتِ يا زينة : استيراد مشاريع وقوالب جاهزة للتطبيق من المؤكد أنه سيعطينا شكل غير لائق وإنتاج مشوّه ..

    في انتظار مقالك بكل تأكيد
    كل المحبة

    ردحذف
  24. مساء الورد راية

    وأطيب التحايا لكِ ولـ طنجة وأهلها ،،،

    اشتقت كثيراً لكِ ولأهل طنجة ولأجوائها الساحرة
    وكم أتوق إلى ملاقاة الأرنوبات الجميلات : وسماع أحاديثهن الشيقة ..
    بلغيهم أنني " توحشتكم بالزاف .." عسى أن يجمعنا الله على خيـــر وقريباً .

    :

    في انتظار اثراؤكِ حول المحبطات
    كل المحبة

    ردحذف
  25. موضوع رائع وجميل

    ورمضان مبارك عليكم وعلينا وعلى الجميع

    دمتم بكل ود

    ردحذف
  26. د. ريان

    اهلاً وسهلاً بك ، تشرفت بحضورك اللطيف
    رمضان مبارك عليكم
    ينعاد بكل الخيـــر إن شاء الله

    كل الاحترام

    ردحذف