لمّا تمطر بعد

لم أدرك بمخيلتي أن حدود الزمان والمكان أضيق أن تتسع أحلامي التي  ارتطمت بسقفٍ ليس برحابة أفقٍ غنيتُ له زمناً ،

لم أكن أدرك أننا قد نفقد أمنياتنا وأحلامنا تتبعثر من بين أيدينا فلا نكاد نرى منها إلا أطلال ما تبقى ولا نكاد نملك منها إلا حسرة الخيبة والخذلان ولا متسع إلا لفتيل أمل قد نملك العزيمة على صنعه .

تلك الطفلة لا زالت تجوب أعماقي تصرخ تارة وتهمس تارة أخرى تشدو أغنياتها على وقع حبات المطر يقلقها رعدٌ وبرق 

صوتٌ داخلها يدوّي بصمت

يعاودها من جديد ذات الرجع

 :

دوماً تهمس لي

تذكرني

ما زلت هنا

تضجّ عبر ذاتي المرهقة بكثير من الفوضى والأرق

تصرخ بصمت قاتل

تذكرني بجنون

ما زلت هنا

عبر كل ما مضى من محطات ... وفي خضمّ تلك القطرات العذبة التي تداعب وجهي بأسى 

تصرخ مدويّاً :

لمّا تمطر بعد