حنين

رَمقت  صورتها في المرآة , لم تكد ترى سوى عينين تجمّدت فيهما صورة الدمع وشَعرٌ يتطاير مع نسمة جنوبية قاصدةً حيث ديار تعشقها حدّ الخرافة ...

ليت أياماً خلت تعود كنّا أكثر فقراً أكثر حبّاً أكثرعدداً أقل تذمّراً  أضيق بيتاً أوسع أفقاً ...

كلما كبرنا باعدت بيننا الأيام ..... وكلما اتسعت الحياة من منظور الآخرين تضيق من منظور أرواحنا المتعبة .

اشتقت أن أعود إلى ذاتي العتيقة ... بكل تفاصيلها , بيتنا الصغير الفقير , عائلتنا الكبيرة , ذاك الحي المكتظ , تلك الفوضى في الوجوه , تلك البقالة القابعة رأس الشارع تبادرني صبح مساء , ابتسامات الناس المتساقطة من قلوبهم قبل شفاههم .

أسماءٌ عشقتها .. رسمتها هناك لم يمحُها النسيم ولم تُخْفِ أثرها الرياح ولم تبتلعها العواصف  خالدةٌ هي باقيةٌ منقوشةٌ على جدران القلب ...

أمنياتٌ صغيرات حَمَلتها روحي زمناً كتبتْ لها الأقدار أن تموت قبل أن تُولد ...

لا زلت أحدّق في المرآة أبحث عن صورتي لعلّي أجد بقاياها ... صوت فيروز يأخذني بعيداً ,,,,
يردد عبر المدى " أنا عندي حنين ...