المواجهة أم الهروب ؟

ْ

أمام ما قد تُفاجئنا  به الحياة من  هموم ومشكلات , أنواجه بصلابة ٍ وجرأة وشجاعة مهما كان حجم مشكلاتنا كبيراً أمام قوانا على التحمّل أم  ننعتق بعيداً فارّين نبحث عن دروب الأمان  ناسين او متناسين أن الهروب سيجلب مشكلات جديدة؟؟

 أمام المشكلات والهموم  نحن أمام طريقين لا ثالث لهما واختيارنا يمثّلنا نحن .. يمثّلنا من الداخل .. ينقل الصورة الحقيقية التي تبدو عليها أرواحنا بنقائها .. قلوبنا بسعتها ..عقولنا بنضجها .. إرادتنا بقوتها .. أو ينقل صورةً مغايرةً تماماً .

  قد يكون حجم المصاب أو حجم المشكلة أكبر من قدرتنا  على التحمّل فنشعر بالتخبّط ... نتوه وسط دوامة المواجهة التي نقنع أنفسنا أننا لن  نقوى عليها فتستعدّ الروح للهروب الذي تجده أسلم الحلول وأنجعها ... لا يدرك المرء أن لديه من الإرادة التي قد تتفجّر وتكون كفيلةٌ بإحداث المواجهة .. وليس بالضرورة  أن تُحقّقَ المواجهةُ الانتصارَ التام  على كلّ المشكلات ودفعةً واحدة ...حسب المرء أن يقف ولا ينكفئ ولا يرجع خطوة للوراء ولا يتخيّر سبل الهروب

  ومهما كانت الرحلة صعبة لا بدّ من المحافظة على مستوىً مقبول من  المصالحة مع النفس وعلى ذاك العهد الذي قطعناه معها يوماً .. أن تبقى على ذات الدرب الذي اختارته طوعاً لا كراهية .. فلا الهموم ولا المصائب تحيد الفرد عن مبادئه وعن دربه الذي تخيّره .. وما تبقّى من أمر المواجهة وعدم الاستسلام وتجنّب الهروب , تبقى مسألة وقت .. فلا تلبث الروح أن تسمع أجراس الواقع تُدقّ تُعلن أن عليك ِ يا نفس أن تواجهي فالمواجهة  قد تُسهم في القضاء على المشكلات والهموم...  في حين الهروب قد يُسهم في صنع مشكلات وهموم جديدة .

والمواجهة تبدأ بمواجهة الذات وتحديد مكامن الخطأ قبل الصواب ثم مواجهة الآخرين ثم مواجهة الأحداث والظروف التي قد تفاجئنا وتنال من عزيمتنا وتُفقدنا القدرة على التعايش مع ذواتنا ومع من هم حولنا بأمان وسلام  . وهنا  نحتاج أن نواجه أنفسنا بأن الخطوة الأولى والصحيحة تبدأ من عند أنفسنا , وهروبنا لممارسة دور الضحية لن يزيد الأمر إلا سوءاً ولن يزيد الضحية إلا تنكيلاً وتعذيباً وتمثيلاً بها بعد السلخ ...

وما علينا إلا المواجهة الحقيقية وبقوة وبملء الفم  فـ هذا هو الواقع ولا بدّ من التعايش الحقيقي واقتناص لحظات فرحٍ حقيقية لنَسْعَد ونُسْعِد من هم حولنا ..